هل القطط أنانية أم هي مجرد خرافة صاغها محبو الكلاب؟

هل القطط أنانية وهل هي حقاً حيوانات تميل إلى الاستقلالية والبعد عن مظاهر الحنان والتعلق بمالكها؟ كثرت الشائعات حول هذا الموضوع في الآونة الأخيرة بسبب طباع القطط التي تتميز بالرفعة والمكانة المرموقة بين الحيوانات على عكس الكلاب المرحة والمخلصة إلى حدٍ ما. مما جعل الناس ينقسمون إلى طرفين متناقضين، الأول يشيد بكون القطط حيوانات مرحة لكن يمكنها أن تحظى بقليل من الاستقلالية في أوقات معينة. لكن الثاني يندد بذلك ويتهم القطط بالتصرف بأنانية غير مقبولة. سنحاول كشف الحقيقة في ثنايا مقالنا التالي لذا تابعوا التصفح.

هل القطط أنانية مقارنة بالكلاب؟

هل القطط أنانية

يشار إلى الكلاب بكونها الصديق المثالي والمخلص للإنسان، يعود هذا إلى طبيعتها المائلة إلى المرح واللعب والولاء لصاحبها حيث نجد بأن الكلاب تلعب في العديد من القصص دور البطولة والبسالة بسبب تصرفاتها الوديعة. فهي تحرس المنزل من أي اعتداءات خارجية وتساعد ذوي الاحتياجات الخاصة في قضاء حاجاتهم اليومية كحمايتهم من الأخطار المحيطة بهم من كل صوب وناحية.

كل هذه الصفات المميزة للكلاب جعلت الناس يصرفون النظر عن القطط ككونها حيوانات وديعة ومخلصة للإنسان. لكن هذا طرف واحد من القصة فقط، حيث بعدما أجرى بعض الباحثين في طوكيو تجارب حول سلوك القطط في الدفاع عن مالكها والإخلاص إليه عن طريق تمثيل مشهد الاعتداء على مالكها، وجدوا أن تقديم الطعام من الطرف المعتدي لم يؤثر على القطط وإنما تقبلوا تناول الطعام الذي قدمه. ومع ذلك، لم يرجح الباحثون أن السبب وراء قبول الأكل هو الأنانية بل عدم فهم ماهية الموضوع ككل. وبالتالي لا يمكننا القول بأن القطط أنانية ربما هي فقط مشتتة وغير موقنة بحقيقة الأمور. على عكس الكلاب التي يتم تدريبها في معظم الأحيان لتكون صديقة للإنسان ومخلصة له.

إذن كنتيجة، لا يمكننا تقييم الكلاب والقطط في نفس الكفة من حيث الولاء والإخلاص ومن ثم اتهام القطط بالأنانية. فمنذ الأزل اعتمد الإنسان على مساعدة الكلاب له في القيام بالعديد من الأمور اليومية مثل الصيد، الحراسة، رعي الأغنام وغيرها وعلى عكس ذلك كانت القطط دائماً حيوان أليف جميل ولطيف للعيش بجوار الانسان ويحظى بالحب والحنان دون تقديم معروف يذكر. ولهذا أصبحت الكلاب تمتلك قدرات تقييم اجتماعية متطورة عن تلك التي عند القطط. هذا كل ما في الأمر.

اقرأ أيضاً: هل القطط مخلصة لصاحبها؟ .. ستتفاجئ بالإجابة

ما هي الأسباب التي تجعل القطط تتصرف بأنانية؟

في الحقيقة، القطط حيوانات أليفة ذات ميول مختلف عن ذلك الذي تنتهجه الكلاب. وهذا يعود من جهة لأسباب أزلية تاريخية ذكرناها أعلاه. ومن جهة أخرى، يمكن تفسيره باختلاف واستقلالية التصرفات التي تختص بها هذه الحيوانات. أي باختصار لا يمكننا اسقاط المفاهيم البشرية الإنسانية حول الانانية والإخلاص على حيوان ذو طبيعة مختلفة تماماً عن الانسان. لا عقل يحكمه ولا شعور يقوده إلى الطريق الصواب. لماذا نحكم على القطط بصورة نمطية عنصرية إلى هذا الحد بالرغم من جهلنا التام بطريقة تفكيرها وهل هي حقاً تقصد الإساءة للإنسان وخذلانه في أبسط الأمور؟

لكن إن نظرنا من جانب مغاير، ونأخذ كمثال تصرف القطط عند حضور صاحبها وفي غيابه. سنجد أن الأمر لن يختلف كثيراً في كلتا الحالتين. لكن بالنسبة للكلاب إذا غاب صاحبها أو قضى وقت مع حيوان آخر تفضيلاً عنه، سيشعر الكلب بالحسرة وأحياناً بالغضب والانتقام من الحيوان الذي حاول زعزعة مكانته لدى مربيه. وهنا نستنتج أن مفهوم القطط ومشاعر الارتباط معقدة قليلاً ولا يمكن فهمها إلى حدٍ ما. لذا فلنرجح الأمر إلى كون القطط حيوانات محبة للاستقلالية والخصوصية بعيدة عن التعبير عن الولاء والإخلاص بطرق تقليدية كالتي عهدنا رؤيتها لدى الكلاب.

هل يوجد حل لمواجهة أنانية القطط؟

القطط حيوانات قابلة للتدريب والتعليم بطرق مدروسة ومطورة من طرف الباحثين المهتمين بموضوع القطط. ولهذا يرجح هؤلاء أن مواجهة أنانية القطط تكون بالتدريب والتعويد على فعل سلوكيات جيدة مقابل مكافئة مغرية مثل تقديم الطعام المفضل للقط إن أحسن التصرف وقام باستقبال مالكه فور عودته إلى المنزل. صحيح أن هذه الطريقة طويلة وصعبة التطبيق خاصةً وإن كان المالك مشغولاً بأمور أخرى. إلا أنها فعالة في كثير من الأحيان لمجابهة ما يسمونه بأنانية القطط أو سوء التصرف اتجاه المربي والأشخاص داخل المنزل.

ختاماً، يمكننا القول بأن سعينا لفهم سلوك القطط وطباعها اجتهاد جميل ومفيد. لكن السعي لتغييره يعني تغيير الفطرة الحيوانية وهو ما يمثل خطر على التوازن الكوني الذي خلق على هذه الحالة الطبيعية. إذن، من حقك طرح سؤال “هل القطط أنانية؟” لكن ليس عليك لومها ومعاقبتها على تصرفاتها الفطرية التي لا تعكس سوى جانب بسيط من طبعها اللطيف.

 

📩
انضم لأكثر من 3000 شخص في نشرتنا البريدية ليصلك أحلى ما عندنا

لن تصلك رسائل عشوائية. يمكن إلغاء الاشتراك في أي وقت

تابعنا على: Twitter - Facebook

قد يعجبك ايضا