أسرار وخفايا الحياة الزوجية السعيدة .. ما الذي يميز الزواج السعيد؟

يعتقد الكثيرين أن الحياة الزوجية السعيدة تعتمد على الزمن. إلّا أن الدراسات والأبحاث العديدة أثبتت ضرورة تعزيز المعرفة ورفع درجة الوعي حول حاجة الزوجين. لاكتشاف بعضهما البعض وتحديد عوامل السعادة الداعمة للزواج أو ما يمكن تسميته “أسرار الحياة الزوجية السعيدة”. وهنا عليكم متابعة طرحنا هذا إن كنتم من المهتمين بربط الحياة الزوجية بالسعادة.

ما الذي يميز الحياة الزوجية السعيدة

علينا تحديد ما هي السمات الأساسية. والتي تميز الحياة الزوجية السعيدة. والتي تساهم في بقاء العلاقة سليمة وتساهم في بناء حالة زوجية متوازنة قادرة على تصدي ظروف وعوامل الحياة اليومية ومن هذه السمات نذكر  

• التوافق: لا نعني هنا أن الزوجين في حاجة إلى تبني وجهات نظر ومواقف بعضهم البعض. إلا أنه من الأفضل وجود توافق في وجهات النظر الأساسية حول العلاقة وجوانب الحياة الهامة والتي تؤثر في مستقبل العائلة مثل أسلوب التواصل. أهداف الحياة، الشؤون المالية، واحتياجات الطرفين. 
• الالتزام: من غير الممكن متابعة الزواج في سعادة. إلا تحت ظل الالتزام ويشمل هذا الالتزام وجود الرغبة الداخلية في مواصلة العمل على الحياة الزوجية السعيدة. على الرغم من الظروف الصعبة التي قد تظهر فجأة. 
• التواصل: يلجأ العديد من الأزواج إلى مرشدين ومعالجين في الزواج فقط. للحصول على تواصل سليم وصحي وهنا على الزوجين بذل جهد كافي لخلق استراتيجيات متنوعة ومرنة. يوافق عليها كلا الطرفين وتزيد من التناغم. فالتواصل من أهم العناصر المساهمة في خلق الحياة الزوجية السعيدة. 
• الشوق: من الممتع في الحياة الزوجية جعل الزوجين بعضهما البعض في حالة شوق للتواجد معاً. أو للقيام بنشاطات مختلفة ومميزة. وهنا من الضروري استخدام كلا الطرفين لعبارات إيجابية ومشجعة تخلق داخل الزوجين أثر نفسي إيجابي على المدى الطويل. حيث يساعد على مواجهة أي عقبة مستقبلية. 

ما الذي يميز الحياة الزوجية ويجعلها سعيدة 

• العاطفة الرومنسية: من البديهي أن التواصل اللفظي والجسدي الرومنسي السليم بين الطرفين. ويحقق قفزة جيدة في السعادة الزوجية وغالباً ما يسبب الخلل في الحياة الرومنسية إلى حدوث ملل ونقص شغف بين الشريكين. 
• الاحترام: يجب أن تبنى أي علاقة على الاحترام المتبادل بين الطرفين. فمن غير الممكن تحقيق السعادة دون وجود احترام حقيقي يتضمن احترام حدود الطرفين لفظياً وجسدياً وفكرياً. بالإضافة إلى احترام النقاشات والأفعال والخيارات المختلفة. 
• الصداقة: يتوجب على الحياة الزوجية أن تحمل غطاء الصداقة الودّي المحب ليشارك الزوجين أفكارهم وتفاصيل حياتهم اليومية. كما يفعل الأصدقاء. بالإضافة للمشاركة في شبكات اجتماعية متنوعة تزيد من الود والتفاعل اليومي بينهم ومع المجتمع. 
• تقسيم العمل: يحتاج الزواج إلى العمل الدؤوب على كافة الجوانب. وهنا يساعد تقسيم الزوجين للأعباء والأعمال اليومية بشكل عادل إلى تخفيف الحمل والعبء عن كليهما. بالإضافة إلى منحهم الشعور بتعاضد الآخر وتعاطفه الأمر الذي يزيد من السعادة والراحة. 
• الاتفاق المالي: لربما كان لعدم التوافق المالي دور كبير في زعزعة الحياة الزوجية السعيدة. فلا يمكن للحياة أن تستمر دون مال وعطاء مادي. وهنا يحتاج الطرفين إلى مناقشة احتياجاتهم المالية وطرق الحصول عليها. والطريقة الأكثر حكمة في الإنفاق. الأمر الذي يساهم في تفادي أي ضغوط مادية مستقبلية تهدد أمن الزواج واستقراره. 

اقرأ أيضاً: كيف تصل إلى الاستقرار العاطفي في حياتك؟

عوامل تحسين الحياة الزوجية 

يواجه الزواج اختبار الزمن فالحياة الزوجية السعيدة. تحتاج للعمل على مدى طويل من الزمن مع المتابعة في تنشيط عواملها طوال الوقت. ولا تخلو هذه الرحلة من النكسات والعقبات. كما هي جميع العلاقات وبالطبع يتوجب على الزوجين بناء المعرفة الكافية. في عوامل تحسين الحياة الزوجية نحو السعادة والعمل والمتابعة في هذا الطريق باستمرارية. وهنا نذكر مجموعة من العوامل التي تساعد في تحسين الحياة الزوجية. 

• زد من التقبل: على كل من الطرفين محاولة تقبل ما يمكن اعتباره حالات وصفات من الصعب تغييرها أو بعض الطباع. التي يمكن لكل طرف تحملها عند الآخر. وبالطبع لا يوجد شخص مثالي ففي داخل كل منا العديد من الصفات المتنوعة والتقلبات المختلفة التي قد لا تتوافق مع الآخر. وهنا يمكن الاعتماد على المحبة والود بين الطرفين في تفهم هذه الصفات. 
• تعلم التسامح: لا يمكن أن تمضي كل الأيام في هدوء كلّي تام دون أية أخطاء أو مشاكل إلا أن قدرة الطرفين على التسامح وقبول أخطاء الآخر وتجاوزها خاصة في المشاكل الحرجة. تساعد في تجاوز أية مشكلة وتمنح العلاقة نوع من الطمأنينة خاصة في عرض الطرفين لما يجري بمصداقية وشفافية دون إحراج. 
• ابني الثقة: من الضروري لكل طرف السعي لبناء الثقة بالآخر خاصة في حالات التعرض لمطبات أو مواقف مرهقة مثل التقلبات المالية أو المشاكل الصحية. فمن الطبيعي أن يتعرض الفرد لحالات غير متوقعة إلا أن الثقة المتبادلة بين الطرفين تجعل الشخص يتخطى الخوف من المستقبل تجاه الآخر. 
• عزز التعاطف: تتطلب الحياة الزوجية الكثير من التعاطف للتمكن من تجاوز الكثير من المصاعب. مثل التقلبات النفسية والمزاجية والمتطلبات العاطفية والحياتية اليومية أو المشاكل المادية والاجتماعية، ويمكن اعتبار التعاطف الوجه الآخر للتسامح العامل الأكثر أهمية في أي علاقة كانت. 
• ابق ملتزماً: لا يمكن استمرار العلاقة بشكل سليم وحقيقي دون وجود التزام على كافة الأصعدة مدموجاً بالمصداقية في كافة جوانب الحياة. فالالتزام التزام حسي وشعوري تجاه الشريك قبل أي شيء آخر مما يجعل الشريك في حالة الراحة والأمان. 

نشاطات تساهم في تحسين الحياة الزوجية وجعلها سعيدة 

تحتاج الحياة الزوجية السعيدة بين الزوجين إلى خلق بعض النشاطات. والتي من شأنها أن تجعل العلاقة أكثر ألفة ومودة بالإضافة للمساهمة في معرفة الطرفين لكل جوانب بعضهم البعض ومن بين هذه النشاطات. 

• الدعوات الاجتماعية: وعادة ما تكون على شكل دعوات مع أزواج آخرين ويجري خلال هذه الدعوات بعض النقاشات حول أفكار وشخصيات المتواجدين وهنا نحتاج إلى التذكير بأهمية عامل التقبل. 
• النشاطات العامة: وتكون نشاطات مع مجموعات عامة مثل الذهاب مع مجموعات في رحل مختلفة ممتعة. 
• النشاطات الخاصة: وتكون نشاطات بين الزوجين تزيد من التقرب والألفة بين الطرفين. مثل الذهاب إلى العشاء أو السينما أو أية نشاطات رومنسية. 
• لقاءات المرشدين: على الرغم من أن الأغلبية لا يذكرون مرشدي الزواج إلا عند المشاكل إلا أن البعض يعتمد اللقاءات الدورية كنوع من النشاط رغبة من كل طرف في اكتشاف خفايا شخصية الآخر للوصول إلى أعلى مستوى من  التناغم. 
• جلسات النقاش: أفضل نشاط يمكن لزوجين القيام به هو الجلوس معاً في جلسة بوح ونقاش يفصح فيها كل طرف عما يجول في خاطره وما يعتقده الأفضل في جعل العلاقة أكثر تقدماً، وهنا من الممكن لكل من الشريكين وضع لائحة في بعض السلوكيات التي يرغب الآخر في تعديلها. 

وهكذا نجد لا يوجد زواج مثالي إلا أن الحياة الزوجية السعيدة تتطلب بذل جهدًا مشتركاً من كلا الشريكين. فغالبًا ما تعتمد العلاقات القوية على خلق تسويات وتعزيز التواصل والاحترام المتبادل. وكما ذكرنا في مقالتنا هذه يمكن تطوير العديد من العناصر التي تساهم في زيادة السعادة وتقوية العلاقة الزوجية. ولا ننس بالطبع أن بعض الحالات المستعصية تتطلب اللجوء إلى مختصين في معالجة المشاكل الزوجية لخلق مستقبل أفضل.