علامات الخيانة العاطفية وما هي؟ وكيف تتأكد منها؟ 

الخيانة العاطفية هنالك الكثير من الأشخاص يتعرضون للخيانة ويبحثون عن علامتها. وحقيقةً هذا النوع من الخيانات يعتبر من أعمقها لأنه يتصل بالعاطفة مباشرةً فهو ليس حدثًا عابرًا أو نزوة من الممكن أن تمضي في حال سبيلها. وهنالك بعض علماء النفس صنفوا هذه الخيانة بأنها أنقى الخيانات لما يصاحبها من مشاعر لطيفة ومؤلمة بذات الوقت. وفي هذا المقال سنتعرف معًا على هذا الموضوع بطريقةٍ أكثر وعيًا ومختلفة عن الوسط المعروف، فتابعوا معنا. 

أهم علامات الخيانة العاطفية

بدايةً يجب علينا أن ندرك أنّ الخيانة العاطفية هي إقامة علاقة مع طرفٍ ثالث نرتبط به بعاطفةٍ كبيرة. وهي بعيدةً كلّ البعد عن أي نوع من العلاقات غير الشرعية وغالبًا لا يكون هدفها الجنس مهما طالت بها السنوات. وقد تضاعف ظهور هذا النوع من الخيانات لكثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. فتكون في بدء الأمر مجرد صداقة عميقة ومن بعدها تتحوّل لروابط عاطفية ومن الممكن أن تكون روحية وثيقة. ومن أهم الإشارات التي تشير إلى أنّ الشخص واقعٌ بهذه المصيدة سنقدّم إليكم الآتي: 

• غالبًا ما يحاول الطرف الأول إخفاء وجود الطرف الثالث أمام أيّ شخصٍ كان. وفي حال قام بالإعلان عن وجوده فيحرص تمامًا على ترسيخ إطار الصداقة العادية أو حتّى الزمالة في عقول الجميع كي لا يشك أحدًا بهما. 
• دائمًا ما يقوم بإخفاء هاتفه في أماكن غريبة ولا يحب التحدّث مع الطرف الثالث عندما يكون شريكه بقربه. فيحاول إنهاء المكالمة بأسرع وقت ممكن وقد يتحدث برسمية قاسية إن أحتاج الأمر لذلك. 
• يصبح هنالك أولوية مميزة للرد على الطرف الثالث أو لقضاء الوقت معه وذلك على حساب الوقت الذي يجب أن يمضيه مع الشريك. 
• تنبثق بغتةً فجوة عاطفية بين الزوجين ويلحقها عدم مبالاة ملحوظة من قبل الطرف الأول. فهو لا يريد إغلاقها أو إيجاد حلًا لها لكثرة إرهاقه مسبقًا بالمحاولات ولأنه وببساطة بات الحل موجودًا خارج نطاق العلاقة الزوجية وهذا يكفي بالنسبة إليه. 
• تحدث الكثير من المشاجرات والصراعات التي غالبًا ما تعود لأسباب تافهة جدًا. ويصبح الحوار بين الزوجين صعب جدًا. بل شبه مستحيل وعلى وجه الخصوص عندما يحمل الحديث أي نوع من الشكوك أو يدور حول الطرف الثالث وإن كان الحوار عاديًا. 
• انعدام الأسرار بين الطرفين لوجود الطرف الثالث الذي يهب أمانًا وراحةً أكبر للحديث. أو من الممكن نتيجة الاتفاق والتوافق الفكري بينهما. فتصبح أسرار الطرف الأول في جعبته. 

علامات أخري للخيانة العاطفية 

• غالبًا ما يلجأ الطرف الأول للشريك العاطفي لأنه لا يجد مكانًا آخر يلجأ إليه ليحتويه ويقدّره رغم كل خطاياه. لذلك يكون بالنسبة إليه المهدئ القوي بمفعوله. مما ينعكس على الطرف الثاني ويصبح بعيدًا جدًا عنه. 
• قد يحدث سهوًا أن يتحدث الطرف الأول بكل ود ورغبة بوجود الطرف الثالث أمام شريكه. وغالبًا ما يتم إرفاق ذلك بالمقارنة بينهما والميل للشريك العاطفي بأي صفة إيجابية. 

• من الممكن أن يتم هنالك تبادل للهدايا في المناسبات الشخصية. بل وهي من أقوى العلامات التي تعطي مؤشرًا لوجود ميل عاطفي للطرف الثالث. وخاصةً إن اكتشف الشريك ذلك مصادفةً. 
• يصبح الطرف الأول لا يأبه ما إن قدّم شريكه أي نوع من الحاجات العاطفية فيتوقف عن التذمر أو المطالبة بها. مما يرجح أكثر وجود طرف ثالث وشريك عاطفي يقوم بهذه المهمة. 
• في حال حدث أي نقاش مباشر بخصوص وجود الطرف الثالث وتمّ تسميته فيواجه الطرف الأول الأمر بالغضب الشديد والصراخ بأن الأمر مجرد صداقة وزمالة عابرة. ويحاول إبعاد الشكوك وأصابع الاتهام عنه بالخروج عن الموضوع ونكش ماضٍ بعيد مملوء من أخطاء الشريك. 
• لا يهتم كثيرًا لاستمرار علاقته الزوجية مما يجعله يهدد طوال الوقت بالانسحاب دون أن يكترث للشريك لأنه مكتفٍ تمامًا بالشريك العاطفي. بل وهو بحاجة ماسة لوجوده المباشر معه. 
• يصبح الطرف الأول يفعل أمورًا غريبة كتكرار الاستماع لأغنية معينة أو الغياب الطويل وحشر نفسه في غرفة معينة لساعاتٍ طويلة. 

اقرأ أيضاً: متى تهتز الثقة بالنفس وما أسباب فقدانها أو تدني مستواها؟ 

أسباب الخيانة العاطفية 

غالبًا عندما يعترض طريقنا في هذه الحياة حدثًا معينًا فهنالك سببٌ لوجوده. كذلك الأمر للخيانة العاطفية أو لنقل الحاجة العاطفية الضرورية للاستمرار في هذا العالم القاسي، ومن أهم الأسباب التي تدفع أحد الطرفين لهذا الأمر اخترنا لكم الآتي: 

• انعدام الرضا العاطفي من قبل أحد الطرفين مما يشكّل مشكلات كبيرة في التفاهم وإيجاد لغة معينة لإتمام حكاية هذه العلاقة. ويصبح إيقاع التناغم بينهما صعبٌ جدًا. 
• كثرة الخلافات الزوجية والتي مع الوقت تصبح فجوتها عميقة وجوهرية على أدق التفاصيل. ومن الممكن أن تتطور الأمور ويصبح هنالك كل يوم مجموعة جديدة من المشاجرات. 
• الإهمال العاطفي الذي يتولد نتيجة ضغوطات عمل أو مسؤوليات حياة كبيرة. مما يجعل أحد الطرفين يغيب تمامًا عن العالم وينسى أنّ هنالك شريك مرتبطٌ به. أو من الممكن أن يكون هذا الإهمال متعمدًا نتيجة صراع ما تتطور لهذا الحد. 
• نشوء اضطرابات ونزاعات نفسية لا يدركها الشريك لأنه لا يمتلك قدرًا كافيًا من الوعي أو الارتباط الروحي الوثيق. مما يجعل الطرف الأول يبحث تلقائيًا عن الطرف الثالث حتى وإن لم يرد ذلك. 
• الخيانة العاطفية تحدث دون أي تخطيط مسبق. بل وهي لا تظهر فجأة من العدم، فالطرف الأول في بدء الأمر يكون غير قادرًا على التواصل حتى مع نفسه وغالبًا ما يكون خائفًا من أعماقه لذلك يهرب الطرف الثالث. لكن مع الوقت ونتيجة وجود كل المزايا المغناطيسية به. يتم الوقوع بهذه المصيدة. 

علاج الخيانة العاطفية

إن كنتم حقًا تريدون إعادة شريككم إليكم فإذًا يجب عليكم أن تتبعوا الخطوات التالية. لكن من المهم جدًا التذكير أنّ الخيانة العاطفية تكون متينة جدًا. بل يكون أمرعودة الشريك شبه مستحيل، لكن من الممكن أن يحدث ذلك مع الخطوات التالية: 

• يجب عليكم أن تفكّروا بعقلانية وابتعدوا تمامًا عن الأفكار العاطفية النابعة من الوعي المجتمعي المعروف، فالخيانة العاطفية تحدث نتيجة تقصير معين عليكم تداركه. 
• الإنصات جيدًا للطرف الأول ومعرفة ماذا يريد بالضبط أن تفعلوه له كمحاولة أخيرة للإصلاح. 
• عدم التجرّد من مسؤولية ما حدث أو لعب دور الضحية، فمن المستحيل أن يبحث الطرف الأول عن أي شيء خارج نطاق علاقتكما لو لم يفقد الأمل منكم. 
• من الأفضل أن يتم حوارًا حضاريًا تحترمان به خصوصية واستثنائية ذكرياتكما وتصارحان بعضكما بعضًا حول ما حدث. أنتم تخبرونه عن أفكاركم ومشاعركم المريبة والمؤلمة تجاه ما يحدث. وفي ذات الوقت يقول لكم بماذا يشعر هو أيضًا. 
• الإنصات جيدًا إلى الهواجس الواقفة بينكما والتجرّد تمامًا من أنه شريك حياتكم. بل عاملوه على أنه صديقكم المقرب وتريدون إيجاد حلًا له. 
• معرفة مزايا الطرف الثالث كي تحاولوا تعزيزها بداخلكم واسترجاع شريككم إليكم. هذا في حال فقط كانت هذه المزايا موجودة في شخصيتكم، ولكن لسببٍ ما قمتم بإهمالها. 
• قد يكون ذلك صعبًا لكن إن أردتم حقًا استمرار هذه العلاقة يجب عليكم أن تبادروا بسد الفجوة العاطفية التي حدثت حتى وإن كانت محاولاتكم في البداية فاشلة. 

وفي ختام المقال، إنّ علامات الخيانة العاطفية متعددة ومخفية نتيجة الشبكة النفسية المعقدّة للإنسان. لكن كنصيحة عامة من الأفضل قطع علاقتكم مع الطرف الأول في حال حدوث هذا الأمر ولم تكونوا قادرين على تحمّل القادم، عليك أن تدركوا أنه ليس حدثًا سيئًا. بل نتيجة لما مضى، فالتشبث العاطفي قويٌّ جدً ومن الصعب فصله، ومن الممكن أن يتحول الأمر لحب حقيقي. لذلك حفاظًا على ذاتكم وذكرياتكم ومشاعركم القديمة مع هذا الشخص عليكم المغادرة. 

للمزيد اطلع على مقالنا السابق عن الأمان العاطفي.